بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم إخوان الشيطان ؟سؤال قد تكون إجابته من قبل القارئ (أنا اخو الشياطين).
لو تعمقنا في غرائز الإنسان وصفاته وما يحمله بداخله سنجد أن هناك فرق شاسع من شخص لشخص ولكن هناك توافق وتطابق تام بين الخلق وهو أن كلاً منهم خليط بين الخير والشر ولا يوجد إنسان تشتمل صفاته وغرائزه على الخير المحض أو الشر المحض حتى إبليس لم يكن شر محض.
بمعنى إن الإنسان هو من يدفع نفسه إلى الخير أو إلى الشر.
إخوان الشيطان.
قال تعالى(وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
وقال تعالى(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ)
وقال تعالى(وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
قال صلى الله عليه وسلم(كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة) حديث صحيح.
في الآية الكريمة الأولى أمر من الله عز وجل ولكن لم ننفذه ومازلنا نرى تباعد بين ذوي القربى وبين الأغنياء والمساكين وأبن السبيل ومازالت المجتمعات الإسلامية تميل للتبذير.
في الآية الكريمة الثانية وعيد لأصحاب الترف والمترفين هم من لا يتعب في طاعة والإسراف عصيان أمر الله عز وجل وعدم التحكم في النفس ومخاواة للشياطين.
في الآية الكريمة الثالثة نفي لحب المسرف من الله عز وجل والله عز وجل أرحم الراحمين وهذا دليل أن الإسراف منكر كبير لم ينهى الله عنه إلا لحكمة.
في الحديث الشريف لم ينهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأكل والشرب بل نهانا عن الإسراف الذي يؤدي إلى الخيلاء ويأمرنا بالصدقات ولكن لم نرى تطبيق لما حثنا عليه رسول الأمة صلى الله عليه وسلم على أرض الواقع.
إخوان الشيطان ثقافة عامة لدى كل مسلم إلا من رحم الله.
الإسراف قضية إسلامية يجب تناولها بالتوعية والتوجيه المستمر لأنه لم يكن مقتصر على ثقافة عن ثقافة بل هو مشكلة داخلية في نفس كل مسلم لا يطبق أوامر الله وربما كان البعض لا يسرف لأنه لا يجد طريق للإسراف بسبب الفاقة ولكن إذا وجدت النعم لديه يتحول مسرف وينضم إلى إخوان الشياطين دون شعور.
منطقة النفط والإسراف.
منطقة النفط تشبع كبير من النعم ولكن لم يكن الإسراف محصور على أهلها بل على كل من يقطنها سواءً كانوا أصحاب الأرض أم من الوافدين وقد رأيت كثير من معارفي الوافدون يسرفون كما لو كانوا أصحاب البلد وعندما أزورهم في بيوتهم أجد الإسراف مبدأ لهم فيتضح أن المسألة في النفوس وتساعد عليها توفر النعم ومن الأحداث التي رأيتها في حياتي هي إني كنت داخل فجأة على شباب من جنسية عربية وهم عزاب ورأيتهم بأم عيني يلعبون بدجاجة كاملة مشوية كانت فائض عن حاجتهم أثناء تناول الوجبة وكانوا يتقاذفونها ويرمونا على وجيه بعضهم بطريقة المزاح وهذا ما رأيته داخل البيوت.
أما السعوديون فلا أستطيع أن أتناول صفتهم بالإسراف لأنه يحتاج لي مجلد كامل مجزأ إلى عدة أجزاء وربما لا يشتمل على كل ما يحدثونه من إسراف ورغبة في أخوة إبليس لأن إسرافهم تجاوز حد المئونة اليومية ووصل إلى الإسراف في الكماليات التافهة وأعتقد أن إبليس يبحث عن أخوتهم ولم يبحثوا هم أخوته لأنهم لا ينظروا إلى من يتحلى بصفات أقل من صفاتهم في الإسراف.
النساء في مجتمعاتنا الإسلامية أكثر مسرف وأكثر رغبة في أخوة إبليس.
من المعلوم أن الإسراف المنوه عنه يتحدث عن المئونة كشيء أساسي وحدث يومي.
وفي ثقافتنا الإسلامية تكون المرأة هي المسئول عن صرف المئونة لأسرتها وهي من يقنن ويقدر كميتها ولكن بعض النساء لا تبالي ولا تعلم في الأصل أنها مبذرة وربما كان بعضهم تهدف إلى إنهاك مال زوجها سبب وهم الخوف من توفر المادة لديه والزواج عليها وربما بعضهم يأخذها عاطفة الأمومة وتعتقد إن أساس التربية هي الإكثار من الطعام والإكثار من تنويعه.
الاعتقاد الخاطئ بأن الإسراف صدقة.
البعض يسرف وعندما نقول له أنت مسرف في كل شيء وأنت أخو إبليس لا يقتنع بل يبرر ذلك بأن ما يقتنيه يكون قديم في ظل التقدم التقني مع أنه لا يبحث عن التقدم التقني ولايعلمه وإنما يبحث عن المظاهر ثم يبرر أن الفائض عن حاجة في الطعام على سبيل المثال يذهب للكلاب والقطط والحشرات ويدعي إن فيها صدقة وسبب تبريره هذا لأنه لا يعلم ما يأمره به دينه إن الأقربين هم الأولى كما نصت عليه الآية الأولى في موضوعي ومن جهل أوامر الله وحقوقه فسوف يجهل حقوق الأقربين لأنه غير مبالي بمعرفة ما له وما عليه.
المسرفون أخوان الشيطان.
أنا أرى أن المسرفين في بعض مجتمعاتنا لم يبقوا على صفة أخوان الشياطين بل اجتازوها ووصلوا إلى أن يكونوا هم الشياطين بأنفسهم والدليل هو أن إسرافهم يكثر في شهر رمضان والشياطين مصفدة عنهم بمعنى أنهم هم الشياطين فعلياً ولا أرجح ذلك إلا إن الشيطان مل منهم وشفق عليهم وبدأ ينصحهم عن الإسراف خلال أشهر الفطر وعندما غاب عنهم لم يجدوا من يوسوس لهم بعين الشفقة عليهم.
من هنا أتضح لنا الإسراف وأن التوعية والتوجيه هي الحل للحد من هذه الكارثة المزروعة في نفوسنا نحن المسلمون والمتفشية في مجتمعاتنا.