يقع حصن جبرين في ولاية بهلا وسـط واحة سهليـة في قـريـة «جبرين» والذي جاء منها تسميته، ومرحلة بناء الحصن كانت في فترة تميزت بمرحلة السلم الداخلي والذي دل عليه الطابع المعماري للحصن والذي يجمع في مختلف أركانه صورة هندسية تشكل تحفة بناء معمارية جميلة.
لذا يعتبر حصن جبرين انعكاساً لتلك الدلالات والاستفادة من خبرات البناء التي سبقت هذا المعلم، والذي جمع بين كونه مقراً لإقامة الإمام في وقت السلم، ومعقلاً حصيناً في وقت الحروب ومنطلقاً لصد هجمات المعتدين، لذا فأن الحصن يعتبر متميزاً عن غيره من حيث روعة التصميم والإبداع الهندسي
وقـد بني حصن جبرين في عهد الإمام بلعرب بن سلطـان بن سيف بن سلطـان اليعربي والذي اختلفت كثير من المصادر في بداية عهده، وعـلى إجمـاع الكثير منـها فقـد كـانت إمامته في الفترة ما بين (1090 هـ ــ 1104هـ ) المـوافق ( 1680 ـــ 1692م).
يمتاز حصن جبرين عن غيره من قلاع وحصون عمان بزخارفه الجميلة المتنوعة والتي أعطت هذا الحصن شهرته من حيث توظيف الفن الزخرفي حيث نجد أن تلك الزخارف تجمع بين الأشكال الهندسية والنباتية والكتابة الزخرفية والتي ظهر في البعض منها التأثير الفارسي في نمطها وعلى وجه الخصوص زخارف الحجرات الثلاث الموجودة في الطابق الأرضي، حيث لم يقتصر التأثير على نمط الزخرفة في هذه الغرف فحسب وانما نجده أيضاً في الهيئة المعمارية لحنايا البناء المستدقة الرأس والحلي الزخرفية التي تصل بين الحنايا والأقواس الحاملة لما فوقها.
والزخارف الهندسية نجد منها زخارف مركبة من مربعات، وأخرى مركبة من أضلاع رباعية وثمانية الشكل.وأما بالنسبة للزخارف الكتابية فهي منتشرة في معظم أرجاء البناء ومكتوبة بمواد متنوعة وأشكال مختلفة فمنها ما هو محفور على الخشب ومنها الصاروجي النافر والجبسي الغائر ومنها ما مكتوب على الخشب المطلي فوق الأبواب وعلى الجدران والسقوف وإطارات الشبابيك المختلفة.